الرؤية
يسعى مركز الأبحاث الفلسطيني إلى أن يُعتمد كمصدر معرفي استراتيجي رائد، يعتمد على دراسات نوعية، وتحليلات معمقة، وشبكات تعاون دولية مرموقة، لدعم مصالح الشعب الفلسطيني وتعزيز الوعي العالمي بالقضية، من خلال تفعيل بنيته البحثية والتنظيمية بشكل يضمن استدامته كصوت علمي موثوق، وواجهة فكرية مرموقة توازن بين الأداء الأكاديمي والتأثير الميداني، ليكون أحد أدوات السجال الفكري والتحليل الاستراتيجي على الساحة العالمية والإقليمية، ويرأس مجلس إدارة المركز دولة الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ومعه نخبة من الاكاديميين والسياسيين الفلسطينيين والعرب.
الرسالة
يضطلع المركز بتقديم أبحاث علمية متماسكة، تستند إلى أدوات منهجية دقيقة، تسهم في تمكين صناع السياسات، والإعلاميين، والأوساط الأكاديمية، والمؤسسات الحقوقية من بناء رؤى متكاملة، تستشرف المستقبل، وتضع التوصيات العملية. وتقوم رسالته على إرساء أدوات تحليلية واستشرافية متطورة، تعتمد على فهم معمق للتحديات، وتقديم رؤى بديلة قائمة على البيانات الدقيقة، والرصد المستمر للتحولات المحلية والإقليمية والدولية.
التأسيس
تأسس مركز الأبحاث الفلسطيني في عام 1965 بمدينة بيروت، ليكون أول منصة فلسطينية رسمية مكرسة لاستدامة الذاكرة الفلسطينية وتوثيق سيرتها، فضلاً عن إنتاج الدراسات التي تسهم في تشكيل السياسات، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني على المستويين الوطني والدولي. جاءت نشأة المركز في سياق التحولات الكبرى التي أدت إلى الشتات، وتعرض القضية الفلسطينية لمحاولات طمس الهوية، خاصة بعد نكبة 1948، مما أوجب بناء صرح علمي مستقل يرد الاعتبار للحقيقة التاريخية ويقود الجهود البحثية لتحقيق المصلحة الوطنية.
الأهداف الاستراتيجية الكبرى
- تمهيد الطريق لترسيخ مركز الأبحاث كمرجع فلسطيني وعربي ودولي رئيسي، يُعتمد عليه في استشراف السياسات، وتحليل التحولات المفتاحية.
- تطوير برامج بحثية متخصصة تنتج دراسات وتقارير مؤثرة، ذات مرجعية وقابلية للتطبيق، تساهم مباشرة في صياغة السياسات العامة والخطوات التنفيذية.
- تأسيس منظومة بحثية علمية متقدمة تضع المركز في مقدمة المراكز المفسرة، والمحفزة على التغيير، فيما يخص القضية الفلسطينية، بما يعكس ديناميكيته وتنوعه.
- تفعيل القدرات الوطنية عبر برامج تدريبية نوعية، تركز على مهارات التحليل، والصياغة، والتواصل، والتحليل الاستراتيجي، لضمان استدامة المنجز البحثي، وتطوير الكوادر محليًا ودوليًا.
- بارتقاء عمل المركز نحو مشاريع متمحورة حول البحث الأكاديمي والسياسات، مع تداخل واضح بين التحليل العلمي واحتياجات السياسة التنفيذية، لتعزيز دوره في صناعة القرار.
- تحديث البنية التحتية التكنولوجية، وتطوير المحتوى الرقمي ليواكب الثورة الرقمية، ويُعزز من تواصل المركز مع جمهور داخلي وخارجي أوسع، من خلال منصات إلكترونية متطورة.
- إرساء وإدارة منظومة معرفية متماسكة، تعتمد على قواعد معلومات حديثة وسهلة الوصول، تُسهم في توثيق التاريخ، وتحليل الواقع، ورصد التطورات بشكل دوري.
- بناء شبكة علاقات استراتيجية عالية المستوى مع مراكز أبحاث واستراتيجيين إقليميين ودوليين، لدعم تبادل الخبرات، والمشروعات البحثية، وتطوير مخرجات ذات أثر ملموس.
- تنظيم فعاليات علمية وما ديا كبرى، من مؤتمرات وندوات وورش عمل، تكون منصات حوار علمي وفكري، تؤسس لفضاء فلسطيني إقليمي ودولي مستقل وفاعل.
- مأسسة القدرات البحثية، التقنية، والتنظيمية، من خلال برامج تطور الموظفين، وتحقيق الاستدامة الإدارية، وضمان استمرارية العمل ترتكز على معايير الجودة والابتكار.
إعادة الإحياء
بدأت عدة محاولات لإحياء المركز ، حيث استأنفت مجلّة "شؤون فلسطينية" الصدور عام 2011 بإيعاز من الرئيس محمود عباس، ، وترأس د. سميح شبيب تحريرها. وفي عام 2016 أصدر الرئيس مرسوما بتعيين د. محمد اشتية رئيسا لمجلس ادارة مركز الأبحاث الفلسطيني مع نخبة من السياسيين والاكاديميين الفلسطينيين لاعادة احياء المركز ، وفي عام 2018 قام مجلس الادارة بتعيين د.منتصر جرّار مديرا عاما للمركز.
وفي العام 2024 أصدر الرئيس أبو مازن مرسوما باعادة تشكيل مجلس الادارة وتوسيعه ل15 عضوا من نخبة الاكاديميين والسياسيين الفلسطينيين برئاسة دولة رئيس الوزراء السابق د. محمد اشتية، وعضوية كل من: د. محمود أبو مويس د. حمدان طه د. إيمان السقا د. محمد الجبريني د. أيمن يوسف د. عدنان ملحم د. أحمد عزم د. حسام زملط د. سمير غطاس د. شاكر خليل أ. فهمي الزعارير أ. رياض العطاري د. آمال حمد ، وبهذا استمر المركز في أداء دوره الوطني في تعزيز الفكر الفلسطيني.
يتكوّن المركز من عدة دوائر متكاملة، لكل منها دور محوري في تحقيق أهدافه البحثية والسياساتية؛
- تضطلع دائرة الأبحاث، بأقسامها المتخصصة (الفلسطينية، الإسرائيلية، العربية، الدولية، والاقتصادية)، بمهمة تحليل السياسات ورصد التطورات في السياقات المختلفة، إلى جانب إعداد أوراق الموقف التي تساهم في دعم عملية صناعة القرار من خلال تقديم رؤى تحليلية معمّقة وتوقعات مدروسة لمسارات المستقبل الفلسطيني والإقليمي. كما تشمل مهامها إعداد الدراسات التنموية، وتحليل السياسات الاقتصادية والتشريعات ذات الصلة، ورصد المؤشرات الاقتصادية، بما يهدف إلى دعم بلورة السياسات الاقتصادية وتوسيع دائرة الفهم العام للقضايا الاقتصادية الوطنية. وتُنتج الدائرة في هذا السياق تقارير استراتيجية وأخرى اقتصادية وسياساتية، مرفقة بتوصيات عملية موجهة إلى صنّاع القرار والمهتمين بالشأن العام.
- تسعى دائرة العلاقات الدولية إلى بناء شبكة علاقات عالمية من خلال توقيع مذكرات تفاهم وتنظيم وفود رسمية، مما يسهم في تعزيز حضور فلسطين على الساحة الدولية، ويُترجم بعقد شراكات سنوية مع ما لا يقل عن عشرة مراكز أبحاث عالمية.
- وفي سياق النشر، تُعنى دائرة النشر والمعلومات بتطوير الموقع الإلكتروني والمنصات الرقمية، ونشر المحتوى البحثي، وإدارة التواصل مع الجمهور، بهدف تعزيز التفاعل الرقمي وتوسيع نطاق انتشار الأبحاث محليًا وعالميًا، وذلك من خلال التوسع المستمر في نشر الدراسات والتحليلات إلكترونيًا.
- تلعب دائرة التدريب دورًا محوريًا في تأهيل الباحثين الفلسطينيين عبر تصميم برامج تدريبية وورش عمل تهدف إلى بناء القدرات وتعزيز الكفاءات البحثية، ما يضمن استدامة الإنتاج المعرفي في المركز.
- تتولى دائرة المؤتمرات والندوات تنظيم مؤتمرات علمية ولقاءات حوارية بشكل دوري لنشر الفكر الفلسطيني وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات، بما في ذلك تنظيم مؤتمر سنوي بمشاركة دولية وندوات شهرية منتظمة.
- وأخيرًا، تعمل المكتبة كمركز معلومات بحثي يضم أرشيفًا من الدراسات والوثائق، وتُدار وفق أحدث أنظمة المعرفة، لتكون المرجع المعرفي الأول في الشأن الفلسطيني، عبر توفير أدوات بحثية وتقنية متقدمة للباحثين، وإنشاء مكتبة متخصصة وفق أعلى المواصفات.