زهيرة زقطان[1]

في بغداد رأيت أسرى يمشون في لوحة الرسم مجدولين بأساور من جريد النخل. كانوا كأي أسرى حروب يمشون برؤوس ثقيلة ويشبهون أسرى حروب مضت. كان في لوحة الرسم عربات وخيول وصنوج تتصافح، ونحاس قديم لبوق المبشر بالعائدين إلى بغداد. سيوف تقطر برقاب من ذهبوا.. لا قتلى في لوحة الرسم فالقتلى عادة يظلون هناك في ساحة الأعداء.. عاد المنتصرون وما عاد القتلى الذين ظلوا مع أحلامهم في ساحة المعركة، وفي البيت.لا صورة للقتيل عندما كان طفلاً يجلس على ركبة أبيه مؤطرة فوق الخزانة الصغيرة قرب السرير المجاور للخزانة. ليس للقتيل مكان في لوحة الرسم ليس للقتلى غير أحلام لم تعد إلى البيت.

[1]  شاعرة وقاصة، وفنانة فلسطينية

للتحميل اضغط هنا