عُني مركز الأبحاث خلال الأربع سنوات التي مضت على متابعة ما يصدر عن مراكز الأبحاث الدولية والإسرائيلية، فقد صدرت ثلاثة أعداد من نشرة “مخرجات مراكز الأبحاث الإسرائيلية”، حيث استطلعت وناقشت في طياتها ما صدر عن مراكز الأبحاث في إسرائيل من أبحاث وتقارير وندوات وكتب، أما مراكز الأبحاث الدولية، فقد كان يتم التطرق لها من خلال مناقشة بعض التقارير والدراسات الصادرة عنها في مجلة شؤون فلسطينية، واليوم، يعكف المركز على إصدار أول إنتاج مستقل يناقش مخرجات مراكز الأبحاث الدولية بشكل مستقل، حتى يرى صانع القرار والباحثون الفلسطينيون والعرب الصورة التي تصدر عن هذه المراكز، والتي ترتبط وتؤثر بشكل أو بآخر في سياسة الدول المقيمة فيها.
وقددرجت العديد من مراكز الأبحاث الدولية، خاصة الأميركية، على إعطاء الصراع في الشرق الأوسط مساحة خاصة، تصاعد هذا الاهتمام مع إدارة الولايات المتحدة لملف السلام منذ مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاقية أوسلو 1993، وما واكبه من اهتمام دولي عالي المستوى بهذه المسألة، الذي انعكس سياسياً باعتماد المؤسسات والكيانات الدولية والدول مبعوثين خاصين بعملية السلام.
كما أفردت العديد من هذه المراكز برامج بحثية خاصة بمسألة الشرق الأوسط، واستقطبت سياسيين سابقين، من وزراء وسفراء ومبعوثين لعملية السلام، كباحثين متخصصين، وأهم هذه المراكز التي نرصدها في هذا السياق واشنطن وبروكينغز وكارينغي.
تناول هذا العدد ما صدر عن مراكز الأبحاث الدولية من أبحاث ودراسات ومقالات وندوات، بحيث شكل موضوع الإدارة الأميركية الجديدة السؤال المركزي الذي اهتمت به هذه الأشهر الثلاثة الفائتة، فتناولت الدراسات والمقالات السلوك السياسي المتوقع للإدارة الأميركية تجاه ملفات الشرق الأوسط وأهمها الملف الفلسطيني والملف النووي الإيراني، كما حمل هذا العدد مادة حول اللوبي الصهيوني في فرنسا وضغوطاته على الشارع ومراكز صنع القرار هناك.
د.منتصر جرار
المدير العام