ناديا البطمة- مسؤولة مشروع إحياء إرث حسن مصطفى الفكري والأدبي والثقافي في مركز حسن مصطفى الثقافي
(الصورة): للفنان نبيل عناني
الثقافة المدونة والمكتوبة والروايات المسجلة ليوميات الأحداث من معاصريها هي حفاظ على الذاكرة الفلسطينية، وهي واجب وطني، وقومي، وإنساني لما لها من أهمية، فنحن شعب متواصل ومتعدد النكبات والماسي، يخضع في كل لحظة من حياته لممارسات غريبة عجيبة من التمييز العنصري والاضطهاد والمذابح والتضييق على الخناق واستلاب ما تبقى من أرض وماء وأرواح وعزل وإقصاء، بل محو وإلغاء لكل ما يمكن أن يشكل الهوية أو يميز الإنسان الفلسطيني ويعطيه طابعاً أو صفة خاصة أو منحه حقاً طبيعياً، ومن طبيعة الحياة أن الأجيال الفلسطينية في كل مكان موت وتختفي معها ذاكرتها، وتأتي أجيال تحمل هماً جديداً وتختزن ذاكرة زمنها وعصرها، ومؤثرات شتى مستجدة على حياتها وثقافتها، ولا يزال الاعتداء والتزوير والسطو على تراثنا ومقومات وعناصر هويتنا ودقائق وتفاصيل وأسلوب حياتنا الشعبية يقاوم ويطحن على رحى العنف والعذابات المانعة للاستقرار والهدوء والالتفات إلى الذات، ولم يبقَ ما يجمع شملنا ويوحد صفنا ويميزنا، إلا التمسك بثقافتنا التي تحتضن ضمائرنا ووجداننا، وتصوّب أهدافنا، وتنبثق منها دوافعنا وتحفزنا للحياة الحرة والصمود والمواجهة والعمل والإبداع.
للتحميل اضغط هنا