عبد الرَّحمن بسيسو[1]

 تتكوَّن قصيدة الشَّاعر عزِّ الدين المناصرة المعنونة بـ”مُذكِّرات البحر الميِّت” من أربعة مقاطع مديدة، شاهقة الطُّول، ومن مقطع صغيرٍ أخيرٍ يتكوَّنُ من خمسة أسطرٍ ليُشكِّلُ بُؤرةً تتجمَّعُ فيها مدلولات المقاطع السَّابقة ناشرةً دلالاتها في فضاءِ النَّص عبر ربطِ شبكة الرُّموز المُتَشَابكة في نسيجه، والمُتَحَرِّكة في فضائه الدَّلالي الواسع، بالمرجعية الواقعيَّة التَّاريخيَّة التي استدعتها، وذلك بطريقة تُفضي إلى إعادة توجيه خطوط الحركة الدَّلالية المتغايرة المجالات والاتجاهات لتصبَّ في البؤرة التي شكَّلها المقطع الأخير، ولتتجمَّعَ في هذه البؤرة، مُتشابكةً ومتفاعلةً على نحو زاخرٍ، عالي الكثافة، آخِذَةً القارئَ صَوبَ منحنى دلاليٍّ جديدٍ يتأسَّسُ على إعادة قراءة النَّصِ في ضوء مرجعيَّته التاريخيَّة المُحدَّدة التي تُعيدُ توجيه دلالات جميع الرُّموز، وتفتحُ العلاقات القائمة فيما بينها على فضاءٍ دلاليٍّ جديد، ذي منحنيات دلاليَّة إضافيَّة أو جديدة.

[1] كاتب وشاعر فلسطيني.

للتحميل اضغط هنا