ليانة بدر[1]
لسببٍ ما، كانت هنالك زيارتان عاجلتان عليها القيام بهما اليوم من دون تأجيل.
خلَّفَت وراءها بيت العزاء الأول، ودخلَت الثاني الذي أُقيم في فندقٍ كبير، امتلأت قاعته الضخمة، على آخرها، برجال الأعمال والوجاهات التقليدية والمخاتير والسياسيين، على أشكالهم واختلاف مشاربهم، ومقاولي البناء. جلست نساؤهم على جهةٍ من القاعة المكتظة في صفوفٍ متراصّة، تنعقد على شكل دوائر متداخلة. كانت دمدمة الأصوات مثل سحابةٍ تُغطي الجميع، نساءً ورجالاً، وهم يسرحون في حقول الكلام والنميمة، فتصبح على الألسنة مثلَ هواءٍ لا غِنى عنه للبقاء على قيد الحياة.
[1] روائية ومخرجة سينمائية فلسطينية.