[1]عبد الرَّحمن بسيسو
في الفصل الموسوم بـ”الطَّريق”، وفي لحظة بالغة التَّوتر من لحظات رحلة القيظ التي جسَّدت إيغال شخصيات رواية غسَّان كنفاني “رجال في الشَّمْس” في متاهة البحث عن منفى آخر في المنفى، يُفاجئ ‘‘أسعد‘‘ أحدُ أبطال الرِّواية، ‘‘أبا الخيزران‘‘ سائق الشاحنة وأحد أبطال الرِّواية أيضاً، بالسُّؤال: “قُلْ لي يا أبا الخيزران ..أَلَمْ تَتَزَوَّجْ أَبَدَاً؟”[i]. ويترافق إطلاق السُّؤال مع انصباب أشعة الشَّمْس الحارقة، وخيوط ضوئها اللَّاهب فوق زُجَاج واجِهَة الشَّاحنة، فيلتقيان معاً لِيُشَكِّلا مُفَجِّراً يُطْلِقُ عنان التَّداعيات الخاصة بـِزَمَكَانَيِّ العملية الفدائية وغرفة العمليات.
[1] كاتب وشاعر، وسفير فلسطين في سلوفاكيا.