[1]خالد جمعة
تدلّى الكلامُ كقردٍ أليفٍ ولم يعُد يسعفهُ الغصنُ الرفيعُ على الشجرةِ الوحيدةِ، كلُّ هذه الصحراء بشجرةٍ وحيدةٍ لم تعد تعرف أين تنثرُ ظلّها القليل، تغيّر المزاج بتغيّرِ لون الحبرِ في المدى الأبيض الذي صار يصلحُ للكتابةِ منذ دقيقتين لا غير، دقيقتان كانتا ترقصان في صندوق الوقت، نسيهما قائدٌ عظيمٌ في إحدى حروبِهِ التي هُزم فيها، فأضاءتا ألف سنةٍ قبل أن تنطلقا كبومتين في ليلةٍ مناسبةٍ للصيد، صدَّقتُ ما قاله المؤرخون، لكني لم أعرف لماذا كان السؤال يرتبكُ دائماً حين يضعُ الولدُ حُلمَهُ جوار وسادته قبل أن ينام، ومع كل تلك الاحتياطات، كان يأتيه الحلم في الحلم، غامضاً وكئيباً، ومليئاً بمؤامراتٍ علويّةٍ وسناجبَ لها أنيابُ أفاعٍ جائعة.
[1]كاتب، مقيم في رام الله.