بنان صلاح الدين[1]

 وجد الشاعر الفلسطيني في الأغنية الشعبية مادة غنية للاستفادة منها، إذ إنها تعالج كافة الموضوعات التي تهم الشعب الفلسطيني وتقع تحت إحساسه، ففيها الوصف والمدح والفخر والرثاء وغير ذلك، ونظراً للظروف التي مر وما يزال يمر بها الشعب الفلسطيني فقد حظي الوطن بنصيب الأسد في الأغنية الشعبية، في محاولة للوقوف أمام محاولات الاحتلال من اجتثاث وقمع وتشريد وقتل لإفناء الوطنية الفلسطينية وطمسها. وهذا ما ألبس الأغنية الشعبية الفلسطينية لباس الحزن والمأساة بشكل عام، إذ تحولت كثيرٌ من الأغاني الشعبية الفلسطينية المقترنة بالأعراس والأفراح إلى التعبير عن الحزن والمأساة مثل أغنية “سبل عيونه ومد ايدو يحنّونه”، وهي في الأصل ترويده شعرية تقال في وداع العروس ليلة الحناء، فتحولت بعد ذلك إلى زفة الشهيد، كما أن بعض الأغاني الشعبية تصلح للغناء الحزين والمبهج في آن واحد مثل “بالهنا يا أم الهنا يا هنية”، إضافة إلى الكثير من الأغاني الوطنية التي تشكل جزءاً كبيراً من الأغاني الشعبية الفلسطينية.

[1]محاضرة في دائرة اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب- جامعة القدس.

للتحميل اضغط هنا