عميرا هاس – هآرتس – 7-8-2022
لقد انضموا إلى الجيش في عمليات اقتحام ليلية وفي عمليات هدم منازل، ومنحوا (فلسطينيي الضفة وغزة) تصاريح للعلاج في القدس الشرقية مقابل الحصول على معلومات، وألغوا تصاريح بالجملة لقرى كاملة ولعائلات ممتدة، عرفوا بعض الفلسطينيين ومنحوهم معاملة خاصة ولطيفة، وصرخوا على فلسطينيين آخرين، ورافقوا ضباطا كبارا في لقاءات مع “إخوتهم” في المستوطنات، وسمعوا أن الوحدة التي عملها فيها –أي الإدارة المدنية- هي وحدة يسارية لأنها تتولى شؤون العرب.
مع تسريحهم من الجيش، قدم جنود ومجندات خدموا في الإدارة المدنية شهادات لمنظمة “كسر الصمت”. في نهاية كل شهادة قدموها سئلوا عن سبب قرارهم كسر الصمت، اليكم بعضا من إجاباتهم التي اضطررنا إلى اختصارها لكن دون تحرير مضمونها:
1- “لقد تجندت وأنا يميني وسُرّحت من الجيش بكل بساطة “وأنا كاره” لكل الوضع القائم.. [اليوم] أنا اعتقد أن الجيش لا يجب أن يبقى في المناطق [الأراضي الفلسطينية]، وأنا اعتقد أن الأولاد – أبناء العشرين عاما- لا يجب أن يتخذوا قرارات، أنا اعتقد أن الواقع هذا الذي يعيش فيه الناس في غيتو كبير دون أي خيارات لحياة جيدة – ليس منطقيا..
” الكثير من أموال الدولة يتم إسرافها على هذه المعارك الأمنية النتنة، ويتم إنفاق أموال أكثر على كل أنواع المستوطنين الذين يقرر أربعة منهم العيش على تلة ما، هذا الأمر يجعل الدم يغلي في عروقي. بدلا أن يقدموا المال للتعليم والرفاه والاهتمام بنا، يأخذون هذا المال ويستثمرونه، في نشر أربع فرق من حرس الحدود وفرقتين من جنود المشاة لحراستهم [المستوطنين]…
2- [لقد كسرت الصمت لأن] هناك أمرا يزعجك وأنت تريد أن يتوقف.. وإن كبتّه في نفسك، فأنت موافق على أن يستمر.. وإذا حدث أمر ما ولم يتحدث عنه أحد، فهذا هو الأكثر سوءا لأن أحدا لن يعلم عنه. أنا أفضل أن يقول لي أحدهم: أنا أعلم ما الذي يحدث، وأنا سعيد بذلك لأنني متعصب، أو يميني، وأنا أحب هذه الدولة. لكن هناك الكثير من الناس الذين بكل بساطة لا يعلمون، لذلك، ليعلم كل واحد… ومن ثم فليقرر. ببساطة لننشر المعلومة…
3- “مع الوقت زاد إدراكي لحجم كرهي للإدارة المدنية… وكم أشعر بأنني غير مرتاح بخدمتي هناك… لقد أدركت حجم خطورة بقائنا في المناطق…”.
“أن نكسر الصمت أقل تطرفا بالنسبة لي.. فالواقع هو الأكثر تطرفا.. أنا نباتي.. وهذا لا يعني أن امتنع عن أكل اللحوم فقط.. وبالطريقة نفسها.. ليس سيئا أن أقدم شهادتي حول ما قمت به خلال الخدمة العسكرية.. يبدو لي أنه من المنطقي أن أطلع الجمهور الإسرائيلي والعالم على ما يحدث في الإدارة المدنية وما يحدث في يهودا والسامرة”.
4- “… دخلت إلى النظام ومنحته المجال ليغيرني وليؤثر عليّ وليجعلني أتصرف بطريقة لا يمكنني مطلقا أن أتخيلها اليوم.. أنا منقطعة حاليا مع النص الذي كتبته [في فترة الخدمة العسكرية] مثل جملة “هذا خطأهم”. يتوجب علي أن أقوم بتصحيح ما.. وأنا أشعر أن لدي أمورا يتوجب علي أن أكفّر عنها”.
5- “ما أدركته بشكل أساسي هو أن الإدارة المدنية هي الاحتلال بعينه، لا يوجد احتلال أكثر من ذلك، هي التي تدير الاحتلال، هي التي تقوم بالاحتلال. الجنود على الحواجز يقومون بالضرب، وهذا فظيع.. هذا سيئ، لكن هذا يشكل نسبة ضئيلة جدا من الاحتلال نفسه الذي تقوم به الإدارة المدنية.. ولا أحد يعلم عن ذلك”.
6- “ترعرت [في الولايات المتحدة] على الدعاية الإسرائيلية كلها. ذهبت إلى مدرسة يعلمون فيها اللغة العبرية. وذهبت إلى الكنيس. أمي وأبي إسرائيليان، وكل الدعاية التي تربيت عليها هي أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. وفجأة وفي خضم الخدمة العسكرية فكّرت: اللعنة، هذا كله مزيف.. هذا كله كذب. ربما ليس الكل، لكن الكثير مما أخبرونا به كان فقط لتبرير عمليات توسيع المستوطنات، ولتبرير الاحتلال، ولتبرير قمع السكان المدنيين”.
7- “… كان لدي كل ما أريده… والداي يمنحانني كل شيء … أحد أكبر التناقضات هو الجلوس في عطلة نهاية الأسبوع مع شباب في تل أبيب، مع الأب والأم، مع معرفتي أنهم لا يعلمون شيئا عما يحدث هناك… هذا جنون … أعود كل يوم وأدخل عالمًا موازيًا.. وراء الجبال من هناك”.
“أشعر بالكثير من الذنب. يمكنك القول، عليك أن تشعر بالأسى على نفسك. يمكنك القول إنك تلقيت أوامر. يمكنك القول إنك وجدت نفسك في هذا الموقف، وإنك لست مختلفًا عن أي شخص آخر ، ولكن -من أجل لحقيقة- كان هناك الكثير من المواقف التي بدا وكأنني تهربت من مسؤوليتي تجاهها… لم أكن الشخص الذي أردت أن أكونه. وهذا حقا قتلني، لقد قتلني، إنها حقيقة يومية حيث تشعر من خلالها أنك حثالة…”.
للتحميل اضغط هنا