سامية العطعوط[1]

في العام 1492، كان سقوط الأندلس مدوّيًا.

لم يكن خروج المسلمين من الأندلس هو العلامة الفارقة فقط، بل وخروج اليهود والغجر أيضًا. وكانت الوجهة الأقرب لمعظم من خرج منها من مسلمين ويهود، الدول الإسلامية في الشمال الإفريقي، وخاصة المغرب، فنزح إليها معظمهم وذهب آخرون إلى مصر والشّام والأستانة عاصمة الدولة العثمانية. ومن المعروف بأنهم هاجروا مُرغَمين عبر مضيق جبل طارق، إلى الضفة الأخرى، نتيجة لتشبّثهم بديانتيهم الإسلامية واليهودية، وعاداتهم وتقاليدهم. حيث اختاروا الرحيل مرغمين، مقابل الحفاظ على معتقداتهم الدينية والثقافية، وابتعاداً عن الاضطهاد الدموي في كثير من الأحيان. فقطعوا البحر المتوسط الذي تمتزج مياهه مع مياه المحيط الأطلسي، لينتقلوا من إيبيريا إلى دول إسلامية الطابع عربية وبربرية الثقافة والحضارة في القارة الإفريقية وإسلامية في الآسيوية. استقبلهم سكّان البلاد بترحاب كلاجئين ومستجيرين، وعاملوهم بالحسنى. أما من بقي منهم في الأندلس وغيّر ديانته إلى المسيحية (سواء ظاهراً أو باطناً)، فقد تعرضوا للتعذيب والملاحقة وتمت تصفيتهم أو تهجيرهم، في السنوات التي تلت.

[1] قاصة وروائية فلسطينية أردنية.

للتحميل اضغط هنا