عزيز العصا[1]
لقد أدرك الإنسان، منذ الخليقة، أهمية التوثيق، فقام صانعو الحضارات المختلفة بنشر الرسومات، والكتابات بالحفر على الحجارة وغيرها من الوسائل والأدوات. ولأن القدس لم تهدأ يوما من شدة تزاحم الحضارات وتتابعها على أرضها لعمق زمني يزيد عن عشرة آلاف عام، فإنها تشهد تزاحمًا في الكتابات التوثيقية بأشكالها المختلفة؛ على الجدران أو على الجلود أو على الورق.
أما موضوعنا، قيد النقاش في هذه الورقة، فهو تلك الكتابة اليدوية على الورق، وبعد أن يتم تجميع تلك الأوراق وترتيبها بتتابع ثم تصميغها معًا، وجعلها بين غلافين من الجلد أو الورق المقوى أو القماش أو غيره من أنواع التجليد، يطلق عليها “المخطوطات”، ويحمل الغلاف الأول العنوان الذي يشير إلى المحتوى العلمي والمعرفي للمخطوطة، كما يحمل اسم المؤلف، ومعلومات أخرى ذات دلالات. معينة وقد شهدت القدس وجود آلاف المخطوطات عبر الحقب الزمنية المختلفة.
[1] كاتب فلسطيني مقيم في بيت لحم، العبيدية.