
سميح شبيب[*]
بحضور 87 عضواً، من أصل 109، تم افتتاح الدورة 28، للمجلس المركزي، وذلك مساء يوم 14/1/2018 في قاعة أحمد الشقيري برام الله في مقر الرئاسة.
افتتح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون (أبو الأديب) الجلسة.
وفي كلمته الافتتاحية قال الزعنون: "لقد آن الأوان، أن يقوم المجلس المركزي الذي ينوب عن المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الذي اتخذ قرار إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية لتكون نواة الدولة، أن يقرر مستقبلها ووظيفتها، وأن يعيد النظر بمسألة الاعتراف بدولة إسرائيل حتى تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وبعودة اللاجئين، وفق القرار 194".
واقترح الزعنون الإعداد لعقد دورة عادية للمجلس الوطني، مع دعوة حركتي حماس والجهاد للمشاركة فيها، تكون مهمتها الأولى إعادة تشكيل أو اختيار أو انتخاب مجلس وطني جديد، وفق ما نص عليه نظام انتخابات المجلس الوطني. واستمع المجلس إلى كلمة محمد بركة: رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل. مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني يملك الحق في أرض وطنه فلسطين وعاصمته القدس، معتبراً أن الشهداء الفلسطينيين أكبر من كل المتخاذلين.
وأضاف: نحن بحاجة إلى وضع مشروع متكامل للاستفادة من الانتشار الفلسطيني في العالم في مواجهة "صفقة القرن"، و"إسرائيل" تعمل منذ سنوات على فرض يهودية الدولة ومحو الخط الأخضر، بعد ذلك رحب أبو الأديب برئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس، ودعاه لإلقاء كلمته أمام المجلس.
وقد بدأ الرئيس كلمته بالقول "إننا نلتقي هنا لندافع عن القدس، ونحمي القدس، ولا حجة لأحد في المكان أنه غير مناسب، مؤكداً أننا في لحظة خطيرة ومستقبلنا على المحك، وإننا لن نرحل ولن نرتكب أخطاء الماضي، هذه بلادنا منذ أيام الكنعانيين" .
وأكد الرئيس أننا ملتزمون بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية على حدود عام 1967، ووقف الاستيطان وعدم القيام بإجراءات أحادية، وسنواصل الذهاب إلى مجلس الأمن حتى الحصول على العضوية الكاملة.
وأكد أننا لن نقبل بما تريد أميركا أن تفرضه علينا من صفقات، وسنعيد النظر في علاقاتنا مع إسرائيل، مشدداً على أننا سنحافظ على مكتسبات الدولة الفلسطينية الداخلية والخارجية، وسننخرط في أي مفاوضات سلمية جادة برعاية أممية.
وشدد الرئيس على استمرارنا في تلبية حاجات أسر الشهداء والأسرى والجرحى.
وقال: إننا مع المقاومة الشعبية السلمية، وملتزمون بمحاربة الإرهاب، ومع ثقافة السلام، وإننا سنواصل الانضمام للمنظمات الدولية، وسنستمر في لقاءاتنا مع أنصار السلام في إسرائيل، مشدداً على ضرورة ووجوب العمل لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في أقرب وقت، وتفعيل وتطوير م.ت.ف، والاستمرار في تحقيق المصالحة التي لم تتوقف، ولكن تحتاج إلى جهد كبير ونوايا طيبة لإتمامها.
لاقت كلمة الرئيس، ارتياحاً كبيراً في الأوساط الفلسطينية والعربية، لما تضمنته من نقاط واضحة للغاية، فيما يتعلق بالدور الأميركي، المنحاز تماما للجانب الإسرائيلي، مما أخرج الولايات المتحدة الأميركية عن دور الوسيط، في عملية السلام الفلسطيني– الإسرائيلي وكذلك رفض ما يسمى بصفقة العصر، التي أسماها سيادة الرئيس "صفعة العصر".
دارت نقاشات، وجرت مطارحات، خلال جلستين "صباحية ومسائية" في اليوم الثاني من دورة المجلس، 15/1/2018 تناولت مجمل القضايا المطروحة، وفي الختام تلا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، البيان الختامي، متضمناً قرارات كان أبرزها:
أولاً: إدانة ورفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والعمل على إسقاطه، واعتبر المجلس أن الإدارة الأميركية بهذا القرار قد فقدت أهليتها كوسيط وراعٍ لعملية السلام، ولن تكون شريكاً في هذه العملية إلا بعد إلغاء قرار الرئيس ترامب بشأن القدس.
ثانياً: على صعيد العلاقة مع إسرائيل (سلطة الاحتلال)
وبناءً على ذلك يقرر المجلس المركزي، أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو، والقاهرة، وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات لم تعد قائمة.
ويدعو المجلس المركزي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، من أجل إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من إنجاز استقلالها، وممارسة سيادتها الكاملة على أراضيها بما فيها العاصمة القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
5.تبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، ودعوة دول العالم إلى فرض العقوبات على إسرائيل، لردع انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، ولجم عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني ونظام الابارتهايد الذي تفرضه عليه.
ثالثاً: على الصعيد الفلسطيني الداخلي:
5.يدين المجلس المركزي عمليات تسريب ممتلكات الطائفة الأرثوذكسية للمؤسسات والشركات الإسرائيلية ويدعو إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك.
رابعاً: على صعيد مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والمحكمة الجنائية الدولية:
خامساً: على الصعيدين العربي والإسلامي:
سادساً: وضع الآليات لتنفيذ قرارات المجلس المركزي السابقة بتمثيل المرأة بما لا يقل عن نسبة 30% في جميع مؤسسات دولة فلسطين ومواءمة القوانين بما يتلائم واتفاقية سيداو.
سابعاً: يحيي المجلس المركزي جماهير شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات في سوريا ولبنان والمهجر الذين يؤكدون كل يوم تمسكهم بحق العودة، ويكلف اللجنة التنفيذية استمرار وتكثيف العمل مع الجاليات الفلسطينية في دول العالم والتواصل المستمر مع الأحزاب الدولية لحشد الرأي العام في مواجهة القرارات التصفوية للقضية الفلسطينية.
ثامناً: يحيّي المجلس المركزي نضال وصمود الأسرى في سجون الاحتلال ويدعو إلى دعمهم في مواجهتهم اليومية مع السجان، ويدعو المؤسسات الوطنية والدولية متابعة قضاياهم في كل المحافل إلى حين الإفراج عنهم، ويستنكر المجلس اعتقال الأطفال وترويعهم بمن فيهم عهد التميمي والتي أصبحت رمزاً للكبرياء الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وغيرها من عشرات الأطفال.
كما يستنكر جرائم القتل المتعمد والإعدامات الميدانية التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي كما جرى مع الشهيد المناضل المقعد إبراهيم أبو ثريا، ويدين استمرار احتجاز جثامين الشهداء في مقابر الأرقام، ويدعو للإفراج عنها دون قيد أو شرط.
تاسعاً: وجه المجلس المركزي الفلسطيني تحية الاعتزاز للهبة الجماهيرية العارمة رداً على قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
إن هذه المقررات على أهميتها، تحتاج لبذل الجهود، ومن الجميع لتجسيدها لتحقيق المرامي الوطنية العليا، بالحفاظ على الكيانية السياسية الفلسطينية، أولا، وتحقيق الأهداف العليا، بالاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس.
[*] رئيس تحرير شؤون فلسطينية.