
عانى فلسطينيو سوريا من نظام الأسد (الأب والابن)، الذي حكم وتحكّم بسوريا وشعبها لأكثر من خمسة عقود (1970 - 2023)، وتأسس على سلطة عائلية مافيوية، ووراثية، وانتهاج سياسة الفساد والاستبداد الشمولي، وضمنها الهيمنة على المجتمع والفضاء العام، مع التلاعب بالشعارات والقضايا القومية والوطنية، وضمنها: الوحدة والحرية والاشتراكية، وفلسطين والمقاومة ومصارعة إسرائيل.
وقد تبين، في التجربة، أن كل تلك الشعارات للتوظيف، أي للتلاعب والابتزاز والاستهلاك والمزايدة، وتالياً للتغطية على سياساته، وإضفاء شرعية على سلطته، التي استباحت الدولة والمجتمع، وأضرّت بالشعب السوري، وبالفلسطينيين، كما بالشعارات والقضايا ذاتها.
في هذا الإطار، ثمة عديد من الكتب والدراسات والمقالات التي تحدثت عن حال مجتمع الفلسطينيين في سوريا، وعلاقة النظام السوري بقضية فلسطين، والحركة الوطنية الفلسطينية، ولديّ مساهمات عديدة فيها، لذا فإنني في هذه الدراسة، سأتجنب تكرار ما كتب سابقاً، ما أمكن، محاوِلاً التركيز على الوضع الراهن، واحتمالات المستقبل، مع بعض ملاحظات تأسيسية تميز وضعية، أو مكانة، الفلسطينيين السوريين، عن باقي مجتمعات الفلسطينيين، لا سيما في بلدان اللجوء الأخرى.
على ذلك، يفترض بداية توضيح عديد من المسائل، المتعلقة بمجتمع فلسطينيي سوريا… .