الكتاب: الإستراتيجية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن وما بعدها

تأليف: د. منتصر جرار وأحمد عز الدين أسعد

الناشر: مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية: رام الله، فلسطين

سنة النشر: 2019

عدد الصفحات: 99

يعد مفهوم صفقة القرن من أكثر المفاهيم الدارجة والمتداولة منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. وجاء هذا الكتاب لتتبع طرح المفهوم، ومعانيه، ومن أجل بلورة إستراتيجية فلسطينية قادرة على مجابهة “تيار الصفقة”.

يحتوي الكتاب على أربعة فصول: يتناول الأول صفقة القرن كمفهوم وفكرة مطروحة والبيئة الدولية التي تم طرحه خلالها، وتوضيح النقاط المتعلقة بها. بينما تناول الفصل الثاني الموقف الفلسطيني والبيئة الفلسطينية والأحزاب الفلسطينية. وتناول الفصل الثالث سبل مواجهة الصفقة من وجهة نظر الفصائل ومؤسسات وأكاديميين ومواطنين. أما الفصل الرابع، فيتناول الإستراتيجية المطلوبة وطنيّاً لمواجهة الصفقة.

يوضح الكتاب أن أي صفقة تحتاج لطرفين لتتم، وهذ صفقة من طرف واحد، ولن تنجح الجهود لإخضاع الشعب الفلسطيني لقبولها. ويعتبر قرار نقل السفارة الأميركية والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وقانون القومية الإسرائيلي، ووقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وكلها مؤشرات أولية لتنفيذ الصفقة، وبالتالي، فإن صفقة القرن مشروع صهيوني أميركي لتصفية القضية الفلسطينية، ويشدد الكتاب على استهداف المشروع مركبات الهوية الفلسطينية بشكل خاص.

تتبلور الاستراتيجية الفلسطينية حسب رأي الكاتب بالتوصيات التالية: 

  • ضرورة توفر إرادة سياسية فلسطينية رسمية وشعبية صلبة لمواجهة صفقة القرن؛ والتصدي للهجمة العدوانية التي تستهدف الهوية الفلسطينية بمركباتها الكلاسيكية، واستعادة الخطاب الفلسطيني التأسيسي المعبر عن الكل الفلسطيني والهوية الفلسطينية بمكوناتها المركزية، وفق الميثاق الوطني الفلسطيني لعام 1968، ومن وحي وثيقة الأسرى الفلسطينيين 2007، ومن نداء حركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل 2004، وتحويل البرنامج السياسي والنضالي الفلسطيني إلى برنامج نضالي يومي، بحيث يعيش المواطن الفلسطيني والقائد والوزير والطالب والعامل وكل شرائح المجتمع الحياة اليومية كمقاومة، ويكون ذلك من خلال تعزيز الصمود المقاوم، وتحويل المقاومة اليومية إلى مقاومة بنيوية تراكمية، سواء المقاومة الشعبية أو المدنية أو العسكرية أو الذكية، وأن تتغلّل المقاومة في كل مفاصل الحياة اليومية.
  • مطالبة الأحزاب والمؤسسات الشعبية يتبني الإستراتيجيات الآنية وطويلة المدى من أجل مواجهة صفقة القرن والمشروع الصهيوني، من خلال: إنهاء الانقسام الحزبي الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوحيد الخطاب السياسي والبرنامج الوطني الفلسطيني، وانسجام الأحزاب والمؤسسات الشعبية مع الحراك الشعبي والمشاركة في المقاومة الشعبية وتبني كافة أشكال المقاومة والانخراط فيها وتصليب عودها.
  • مطالبة المؤسسة الفلسطينية الرسمية بدور أكثر فاعلية في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني اليومي. وخاصة بعدما أتضح الدور الرسمي الفلسطيني القوي في رفض الصفقة، والذي كان له الأثر الفاعل في رفع سقف المواقف العربية والإسلامية في مواجهة صفقة القرن.
  • توصي الدراسة بإعادة تفعيل النظام السياسي الفلسطيني، وإحداث تغيير في موازين القوى الدولية والإقليمية لصالح القضية الفلسطينية، والتخلص من علاقات التبعية مع الاحتلال الصهيوني، والعودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية كبيت فلسطيني جامع وحاضنة للكل الفلسطيني، كل ذلك من أجل استعادة مكانة القضية الفلسطينية وتحقيق مسارات ملموسة على أرض الواقع في دحر المشروع الصهيوني في فلسطين.